يشهد عصرنا الحالي تفاقماً حادًّا في الأزمات الصحية والاجتماعية الناتجة عن تحرر المجتمعات الغربية من قيود التعاليم الدينية والأخلاقية والأسرية وتقف الأوساط الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني في الغرب عاجزةً بشكل تام عن تقديم الحلول الناجعة أمام تنامي وهول المشاكل التي تنتاب الأجهزة الصحية والإدارات الوقائية والاجتماعية.
|
ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى انتشار الأمراض الجرثومية والآفات الصحية الناتجة عن العلاقات الجنسية المحرمة والتي تشمل شتى أنواع العلاقات المعقودة خارج دائرة الزواج الشرعي بما فيها ظواهر الانحرافات والشذوذ والزنا وغيرها من «الفواحش» التي تضرب عقول وأجساد العديد من الفئات الاجتماعية بوسائل مختلفة وضمن أطر وأنماط متنوعة. ويرى الدكتور حسن حطيط استشاري في أمراض الأنسجة والخلايا ورئيس شعبة في هيئة الصحة بدبي أن الأمراض والآفات الناتجة عن العلاقات المحرمة تنقسم إلى خمسة محاور رئيسية هي التالية: ـ الأمراض الجرثومية: وتشمل أكثر من عشرين نوعاً من الالتهابات البكتيرية والفيروسية والطفيلية وتصيب المرأة والرجل على السواء ولا توفر طبقة اجتماعية معينة أو فئة عمرية محددة وأبرزها الكلاميديا والتريكومونا والهربس وفيروس الثألول الحليمي البشري والسفلس (الزهري) والغونورّيا (السيلان) وغيرها.
|
ـ الأعراض والإشكالات التي تصيب الحمل والخصوبة عند النساء: وأبرزها تليف وانسداد قناتي فالوب وانعقاد الحمل خارج الرحم والعقم.
|
ـ الأعراض والإشكالات التي تصيب الأجنة والمواليد الجدد بعد انتقال العدوى إليها من أمهاتها: كتشوه العظام والعمى والتأخر العقلي والموت.
|
ـ أمراض نقص المناعة المكتسبة: وأبرزها مرض الإيدز الذي تميّز بإصابته لطبقات معينة من أصحاب الانحرافات الجنسية.
|
ـ الأورام الخبيثة: وهي أنواع محددة من الأورام السرطانية مرتبطة بشكل أو بآخر بأنواع معينة من الفيروسات (ثبت علمياً دورها في عمليات نشوء أو نمو أو انتشار تلك الأورام) وأهمها فيروس الثألول الحليمي البشري ويسبّب سرطان عنق الرحم (وسرطان الشرج والمهبل وبطانة الرحم والمثانة وغيرها من أورام الأنسجة المخاطية).
|
وفيروس إبستين بار: يسبّب سرطان الغدد اللمفاوية وبعض أنواع سرطان الأنف والحنجرة وفيروس التهاب الكبد الوبائي من نوع «ب»: يسّبب سرطان الكبد، وفيروس التهاب الكبد الوبائي من نوع «ج» (أو «س» اللاتينية): يسبّب سرطان الكبد وفيروس «هربس»: يسّبب بعض أنواع سرطان الأعضاء التناسلية وسرطان الأنسجة الرخوة المعروف ب«كابوسي» وفيروس الإيدز: يسبّب سرطان الغدد اللمفاوية.
|
وقال بأن الشريعة السمحاء نظمت العلاقة الزوجية وجعلتها مصونة ضمن أطر واضحة وبنّاءة وأرست فيها قواعد متينة ومثمرة لحياة أسرية مستقرة تزدهر فيها المودة والمحبة وتنتعش في طيّاتها الصحة النفسية والجسدية للطرفين المتوادّين والمتحابين. وبظلّ هذه الأجواء الإيجابية البنّاءة وضمن هذا الترابط الوثيق والهادف أسّس الإسلام، بشكل خاص، لحياة زوجية «حميمية» سعيدة تجمع الزوجين وتوطّد علاقتهما الأسرية بتقوية الوشائج النفسية والمعنوية والجسدية بينهما.
|
وهكذا حدّد الدين الإسلامي الإطار الصحيح للعلاقة الجنسية الصحيحة وربطها بواجبات ومستحبات تدفع عنها أذى الانحرافات والانحلالات والشذوذ.
|
كما أحاطها بأجواء من «النظافة البدنية» و«الأمن النفسي» و«السلامة» و«الطهارة»، مانعا بذلك عنها كل أسباب «النجاسة» المادية والمعنوية وطغيان الشهوات وانحرافها وضامنًا لها كل أسباب الحياة الزوجية السعيدة الهانئة السليمة.
|
وقال لا يمكن الخلاص من آثار وآفات هذه «الأخطار القادمة» إلا بتعاون جميع الفعاليات الصحية والاجتماعية في العالم العربي والإسلامي وبتصميمها على التخطيط لسياسات تربوية وإعلامية «وطنية» و«قومية» و«فكرية» أصيلة تعتمد على أساليب وتقنيات علمية وثقافية، قصيرة وطويلة الأمد، للتعاطي مع موضوع العلاقات الجنسية المحرمة بمختلف أنواعها وعلى جميع مستوياتها وأصعدتها بجدية بالغة وواقعية بنَاءة.
|
كما لا يمكن التخلص من أسباب «التأثر» بالأفكار الشيطانية الزاحفة إلينا و«الانجذاب» إلى صورها وأشكالها «المغرية» إلا بتضافر الجهود من قبل هيئات مشتركة خاصة وعامة تقوم بالتنبيه إلى نتائجها السلبية الهائلة وبالتشديد على أهمية الوقاية من آثارها الهدّامة.
|
وقال لا نستطيع الخلاص مما يتربص بنا من أخطار ومشاكل وتعقيدات لا تحمد عقباها إلا بالبدء حالاً بحملات تربوية وإعلامية عامة وموجهة وبوضع سياسات توجيهية وإرشادية فعّالة وشاملة وتطبيقها فوراً ل«تغطي» جميع طبقات المجتمع وأطيافه و«تستنفر» جميع طاقاته و«تستغل» كل منابره ومؤسساته ومحافله للدفاع عن قيمه الثقافية ومبادئه الاجتماعية والأخلاقية والدينية وعن نعيم «حلاله» بوجه «الوحش» الآتي من جحيم «الحرام»!.
|
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق