الاثنين، 26 أكتوبر 2009

الرغبة الجنسية عند الأنثى.. لماذا تضعف وكيف يمكن تجديدها؟

حصل اهمال طبي هام لتلك الاضطرابات الجنسية الانثوية في الماضي نتيجة الاعتقادات الخاطئة ان النساء اجمالاً غير مهتمات بالجنس وانهن يعتبرن ان دورهن الاساسي ارضاء ازواجهن واشباع رغباتهم الجنسية بدون أي اعتبار لرغباتهن الجنسية الطبيعية والى الحاجة لتلبيتها. www.tartoos.com
 
وقد كافحت النساء ولا تزال خصوصاً في العالم الغربي للحصول على حقوقها في شتى المجالات ولبلوغ المساواة من الناحية الجنسية مما أدى في السنوات القليلة الماضية إلى تكثيف الاختبارات والندوات والمؤتمرات العالمية حول الاضطرابات الجنسية لديهن التي قد تحصل إجمالا بنسبة حوالي 43% مقارنة بمعدل حوالي 21% عند الرجال.
وسنحصر مناقشتنا في هذه المقالة بفقدان الرغبة أو الاهتمام الجنسي لدى حوالي 26% إلى 43% من النساء حول العالم لأسباب متعددة سنحاول مناقشتها وطرح الحلول الحديثة بالنسبة إلى معالجتها. www.tartoos.com
 
هرمونية أو عصبية
تعد أسباب خلل الوظيفة الجنسية عند الأنثى متعددة ومختلطة، فقد تكون هرمونية أو عصبية أو نفسية أو بيئوية أو بولية أو وعائية أو دوائية أو نتيجة امراض نسائية. وقد حدد فقدان الاهتمام أو الرغبة الجنسية بالتعريف الطبي "كحالة مستمرة أو متعاودة لنقص أو غياب النزوات والأفكار والاهتمام أو الرغبة لمزاولة الجنس أو حتى النفور منه وتفاديه كاملاً". وقبل المباشرة بمناقشة اسباب تلك الحالة علينا تحديد معنى الرغبة الجنسية عند الانثى وشرح اجزائها الثلاثة كما ابرزها الدكتور "ليفين". فالجزء الأول يتعلق بالاندفاع Drive الجنسي الناتج عن تغييرات هرمونية عصبية تعود إلى اشارات جسدية كالافكار والنزوات والاحلام والاحتكاك الجسدي التي تشير إلى استعداد الجسد لمزاولة الجنس. www.tartoos.com
والجزء الثاني يتعلق بالتوقعات والمعتقدات والاعتبارات الشخصية حول الجنس وأهميته في أي عمر كان للحصول على اللذة والرضا وفي مزاولته.
واما الجزء الثالث وهو الأهم هو الدافع والاستعداد الفكري والجسدي لمزاولة الجنس الذي قد يتأثر بشتى العوامل منها العلاقة الزوجية والمشاكل النفسية والعائلية والمهنية والمالية.
وأهمية هذا التصنيف للرغبة الجنسية انه يفسر بعض حالات نقص الرغبة في مزاولة الجنس رغم وجود الاندفاع وذلك لأسباب شخصية أو زوجية أو نفسية تحول دون تلبية هذا الاندفاع. والجدير بالذكر انه بعكس المعتقد السائد فان الرغبة الجنسية عند الانثى قد تلي البدء في المعاشرة الجنسية ولا تسبقها في العديد من الحالات اذا ما حصلت الاثارة الجنسية بالاساليب الصحيحة. www.tartoos.com
 
هرمون الحليب
اما مسببات نقص الرغبة الجنسية فقد تكون عضوية كنقص في الهرمون الذكري أو تخاذل نشاط الغدة الدرقية أو ارتفاع الهرمون النخامي البرولكتين (هرمون الحليب) أو التقدم في السن مع بلوغ سن اليأس أو أمراض عصبية أو وعائية أو تناول بعض العقاقير لمنع الحمل ولارتفاع الضغط أو الأمراض القلبية وارتفاع الضغط الدموي أو لقرحة الاثني عشري وغيرها. واما الأسباب الأكثر شيوعاً في تلك الحالات فهي نفسية المنشأ وتشمل الاكتئاب والقلق والاحباط وخلل في العلاقة الزوجية والكرب ونقص الاعتداد بالذات ومشاكل حول صورة الجسد التي قد تعتبرها المرأة بأنه قبيح والاختبارات الجنسية المؤلمة في الماضي كالاغتصاب مثلاً والخيانة الزوجية. وقد يلعب الزوج دوراً هاماً في فقدان الزوجة لأي اندفاع أو رغبة جنسية أو حتى بالنسبة إلى نفورها من الجنس وشعورها بالاشمئزاز تجاهه نتيجة أنانيته واهماله وعدم تجاوبه عاطفياً وجنسياً لزوجته وعدم تلبية شهواتها ومساعدتها على بلوغ النشوة وجهله للأساليب الجنسية الصحيحة واصابته بالقذف المبكر أو العجز الجنسي واعتباره الزوجة كأداة لإرواء شهواته الجنسية فحسب وفقدان الألفة والمودة والمحبة والاحترام تجاهها وممارسة الجنس حسب رغباته حتى لو لم تكن الزوجة راغبة أو مستعدة للمعاشرة وذلك قصراً وعنوة واكراهاً بدون أي اعتبار لمشاعرها ومتطلباتها وتحفظاتها فضلاً عن أنه قد لا يكترث لنظافته الجسدية ورائحته الكريهة التي قد تنفرها منه. علاوة على ذلك فإن بعض الرجال، ابتداء من ليلة الدخلة يجهلون الأساليب الأساسية الصحيحة للإثارة الجنسية التي قد تصبح بالنسبة إلى المرأة مملة وبغيضة تمارسها إكراهاً وباشمئزاز بدون أية إثارة أو لذة كواجب فقط وتحاول أن تتجنبها وتنفر منها بشتى الأساليب. www.tartoos.com
 
المعالجة
اما بالنسبة إلى المعالجة فإنها توجه للأسباب المشخصة وقد تشمل اللجوء إلى فريق من الاخصائيين في جراحة المسالك البولية والتناسلية وأمراض الغدد الصماء والأمراض النفسية والعصبية والأمراض النسائية للقيام بها والحصول على أفضل النتائج. وقد تشتمل التدابير العلاجية مواجهة الأسباب المعكوسة للمعالجة الجنسية والتثقيف والمعالجة السلوكية المعرفية المشتركة مع المعالجة الجنسية والتخلص من الأفكار والمعتقدات المنحرفة حول الجنس والتشجيع على التآلف والتواصل بين الزوجين وتعزيز التنبه المثير للشهوة الجنسية باستعمال التركيز الحسي وتجنب التشتت الفكري الشائع خلال الممارسة الجنسية وتشجيع الزوجين على تطبيق اشكال متنوعة من الاثارة الجنسية والتخلص من الاجحاف والمعتقدات الخاطئة حول الجنس والأوهام التي تساهم في المشكلة الجنسية. واما بالنسبة إلى المعالجة الدوائية فان استعمال لصقة انتريسال Intrisal الذي يحتوي على هرمون الذكورة التستوستيرون أو رهيم هرموني ذكري Androgel بجرعات مخفضة في حالات وجود انخفاض في مستواه بعد تجاوز المرأة سن اليأس أو استعمال عقار "تيبولدن" Tibolone الذي يحتوي على هرمونات انثوية وذكرية وبروجستيرون قد يعطي نتائج جيدة في حال وجود نقص في هرمون الذكورة ويحذر استعمال التستوستيرون في حال الاصابة بسرطان الثدي أو اثناء الحمل. ومن العقاقير الأخرى التي قد تساعد على استعادة الرغبة الجنسية نتيجة تثبيتها لهرمون سيروتونين في الدماغ وتنشيطها لهرمون الدوبامين أو ترابطها بمستقبلات الخلايا الملانية فأبرزها رهيم زيسترا Zestra الذي يطبق على البظر والشفيرات ومضاد الكآبة "البروبروبيون" Bapropion الذي أعطى نتاج جيدة في استعادة الرغبة الجنسية عند استعماله في حالات الاضطراب الجنسي الناجم عن استعمال مضادات الكآبة الأخرى واستعمال عقار "الكابرغولين" Cabergoline في حالات فرط مستوى هرمون البرولكتين (هرمون الحليب) في الدم وحتى في بعض الحالات حيث يكون مستوى هذا الهرمون طبيعياً. وقد تنجح بعض المنشطات الجنسية كالفياغرا واخواتها في معالجة بعض الحالات المرتبطة بالاكتئاب والمعالجة بمضادات الكآبة. وقد تكثفت الأبحاث الطبية العالمية حول اكتشاف عقاقير ومعالجات جديدة لتلك الحالة التي تصيب الملايين من النساء حول العالم وتسبب لهن العذاب المرير والمشاكل الصحية والزوجية وتنغص حياتهن، فأملنا أن تسفر تلك الابحاث عن اكتشافات جديدة ان شاء الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق