الاثنين، 23 نوفمبر 2009

الخلل الجنسي عند الرجال مرض العصر

الخلل الجنسي عند الرجال مرض العصر




تغير نمط العيش و الأكل و تسارع وتيرة نسق الحياة، جعل تونس في وضع شبيه، بالدول المتقدمة في ما يخص عدد الرجال المصابين بالخلل الجنسي. ذلك ما يؤكده الدكتور الحبيب بو جناح، رئيس الجمعية التونسية للدراسات و البحوث الجنسية و الخلل الجنسي. خلال لقاءنا به.

هذا موضوع ، لم يعد من التابوهات، او المحرمات في تونس، و عدد الرجال الذين يزورون الطبيب لمداواة الخلل الجنسي في ارتفاع. رغم ان وزارة الصحة التونسية مازالت تعتبره من امراض " الرفاهة" او "الترف".





الدكتور الحبيب بو جناح

و يتزامن الاهتمام بهذا المرض، مع الأرقام التي أوردها محمد شعبان ،مدير مركز البحوث والدراسات في ميدان التغطية الاجتماعية،حيث أكد أن نسبة السكان التونسيين الذين يتجاوزون الـ 60 سنة بلغت 9 بالمائة سنة 2006 وستصبح 29 بالمائة سنة 2050 وأن نسبة الشيوخ الذين تزيد أعمارهم عن ثمانين سنة بلغت 10 بالمائة سنة 2006 وستصل إلى 70 بالمائة سنة 2050 وأن أمل الحياة بعد سن التقاعد بلغ 17 سنة سنة 2005 وسيصل إلى 20 سنة سنة 2010. وهو ما ينبئ بأن موضوع الخلل الجنسي، سيكون في صدارة اهتمام المؤسسات الصحية و الاجتماعية التونسية في المستقبل القريب. كما تجدر الإشارة الى ان نسبة الخلل الجنسي عند الرجال، في العالم، هي ما بين 30 و 40 بالمائة و ترتفع هذه النسبة مع السن و تصيب قرابة ثلث الرجال فوق الأربعين و نصف الرجال فوق الخمسين.

حول هذه المحاور و غيرها كان هذا اللقاء مع الدكتور الحبيب بو جناح:

ما هي أسباب انتشار مرض الخلل الجنسي عند الرجال في تونس؟

الأسباب عديدة، أولها تغير نمط العيش. و التغذية و السمنة، إضافة الى الضغط النفسي. و هي نفس الأسباب التي نجدها في الدول المتقدمة، و تونس اصبحت تشبهها في هذا الموضوع. من جهة اخرة نمتلك، الأرقام نفسها بخصوص هذا المرض.

قمنا بدراسة شملت عينة من1000 رجل. و أظهرت ان ثلث الرجال في تونس يعانون من الخلل الجنسي. يمكن ان يكون خفيفا او متوسطا او تاما. وهنا نتحدث عن الخلل و ليس العجز.و هذه الدراسة قمنا بها في المراكز الإستشفائية و العيادات في تونس و صفاقس و مدن أخرى...

تحدثت عن الأكل، هل هناك علاقة بين الأكل و الخلل الجنسي؟

أكلات الفاست فود، مثلا ، مليئة بالدهون ، لذلك فإن الهضم يتم بصعوبة. هذا إضافة إلى الحلويات و المصبرات. و هي بدورها تؤدي إلى أمراض كالسكري و ضغط الدم و الكولسترول و أمراض الضغط النفسي. و هذا متفش خاصة في المدن الكبرى. أما في القرى الأمر مختلف.

كيف يتعامل الرجال في تونس مع هذا الخلل؟

التونسي أصبح يزور العيادات الطبية. و كثيرون يأتون رفقة زوجاتهم و بعض الأحيان صديقاتهم. و الموضوع حسب رأي لم يعد من التابوهات، لأن الجنس هو شيء مشترك بين الرجل و المرأة. و هذا أمر يسهل عمل الطبيب.

و حسب رأيك هل المجتمع التونسي يتقبل ذلك؟

في العالم كله، المجتمع يتقبلها بنفس الشكل. لا يمكن لأي رجل ان يقول أمام الجميع انه لا يستطيع الانتصاب. الرجل يعتبرها رمزا لرجولته.

لكن مشكلة الخلل الجنسي، تطرح خاصة عند الزواج. عندها تحدث المشاكل. فالخلل يؤثر على شخصية المريض، و تتأزم نفسيته و يصاب بالإكتآب. و قد يؤدي ذلك إلى الطلاق. وقد بينت الإحصائيات ان ما بين 20 و 30 بالمائة من حالات الطلاق في تونس، سببها الخلل الجنسي سواء بالنسبة للرجل او المرأة. و لايقتصر الأمر على المشاكل الأسرية بل يؤثر أيضا على الحياة المهنية و الاجتماعية.

لماذا لا تعترف الصناديق الاجتماعية في تونس بالخلل الجنسي، و لا تصنفه كمرض؟

في الواقع فإن اغلب دول العالم لا تعترف به كمرض. الا في بعض الحالات. مثال رجل تبتر ساقه، و يؤثر ذلك على حياته الجنسية. او حالات أخرى مماثلة.

و بخصوص الأدوية، لماذا لا تتوفر في تونس، مثل الفياغرا و السياليس و لوفيترا؟

راسلنا السلط المعنية عديد المرات بخصوص هذا الموضوع. و لم نتلق أي رد الى يومنا هذا. و نحن لا نعرف لماذا لا تتوفر هذه الأدوية في تونس.

ربما للدواء أعراض سلبية؟

اثبت هذا الدواء انه لا أعراض جانبية له. و هي نسبة نجاحه تبلغ 80 بالمائة. و هي متوفرة في جميع دول العالم، الا تونس. و نحن نعتبر الخلل الجنسي عند الرجال مرضا مثل جميع الأمراض. و يجب ان يحظى بحقه في العلاج.

لكن في هذه الحالة، و في ضوء عدم توفر الأدوية، ماذا تقدمون للمريض؟

نمتلك أدوية نقدمها للخلل الجنسي الخفيف. لكننا مضطرين ان نصف للمريض أدوية غير موجودة في تونس. و على المريض ان يتدبر أمره، سواء من السوق السوداء او من الخارج...

و إلى جانب الدواء، هل هناك طرق أخرى للعلاج؟

طبعا المرض له أسباب عضوية و أخرى نفسية. و هي في تداخل و ترابط. و العلاج يكون بين عدة اختصاصات. يوجد مرضى يعانون من أسباب عضوية و نفسية.

ماهي عراقيل العلاج من هذا المرض؟

في تونس، خطونا خطوة الى الأمام. المريض أصبح يزور الطبيب. لكن يبقى غياب الدواء هو المشكل الأساسي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق