الجمعة، 18 ديسمبر 2009

هل يحق لهم ممارسة الجنس؟!

 

ألقت الضوء خلال الحديث معها على جوانب عديدة وهامة من حياتنا وحياة شبابنا وشاباتنا، خاصة تلك المتعلقة بحياتهم الجنسية وتربتنا المتعلقة بهذا الموضوع الغامض لهم، بسبب عدم تلقيهم تربية ملائمة لذلك، على حد قولها.
قد تشير هذه الأمور إلى نوع من التسيب والانحلال الاجتماعي والأخلاقي لمجتمع شرقي محافظ، كذلك إلى ما هو منافي لتعاليم الدين، من جهة أخرى هذا ما يسمى نوع من التطور والانفتاح وإشباع الرغبات الجسدية. فأين تكمن الحقيقة إذا؟.
هذا ما حاولنا معرفته من هيام طنوس مفتشة مستشارين تربويين وهي من الطلائعيين في موضوع تدريب وإرشاد التربية الجنسية خلال المقابلة التي أجريناها معها.
موضوع التربية الجنسية!
استهلت حديثها قائلة: "بدأنا الخوض في هذا الموضوع في بداية التسعينات، عندما شعرنا بان هناك حاجة لشمولية الفكر عند الولد، كذلك لان نتطرق إلى كل ما يتعلق بجنسيته. في البداية كان من الصعب تقبل هذا الموضوع، لكن اليوم نشعر بان هناك تفهم وتوجد حاجة في التطرق إلى هذا الموضوع، لدى الأهل والطلاب والمعلمين".
وتابعت حديثها قائلة: "إن مجتمعنا اليوم بمثابة مجتمع متغير، فهو يتغيير بشكل صاروخي، كون الأولاد معرضين للانفتاح، للغرب والانترنت. هذا الانفتاح مخيف، فانه يبدل الأولاد ويخلق عندهم البلبلة، لأنهم لا يعرفون أنفسهم ولأنهم جاءوا من مكان تقليدي له قييم ومبادئ خاصة".
وأضافت قائلة: "إن مجتمعنا لا يتحدث عن موضوعين وهم: الجنس والموت، لذلك يوجد نوع من البلبلة عند الطالب والطالبة، خاصة عند الطالبة، لان الطالب إن شئنا أو أبينا يبقى رجل والأهل يثقون به، بينما تكمن المشكلة عند البنت، فالبنت هي الضحية في كل ما يتعلق بهذا الموضوع، لان الشاب إذا أراد أن يصاحب فهو يصاحب بنت ويمكن أن تكون أخته، لذلك نحاول أن تكون التوعية أكثر عند الشباب".
وتابعت حديثها: "باستطاعة البنت أن تتحدث مع أمها أو أختها أو المربية أو الممرضة، لكن للأسف اليوم لا يوجد من يتحدث مع شبابنا، إن الأب لا يتحدث اليوم مع الولد وعندما يمر الشاب في سن المراهقة، فانه غير مستعد للتحدث مع احد، كونه يشعر بأنه أصبح رجل، بينما تجد في داخله طفل صغير مع أسئلة كثيرة واحتياجات كثيرة".
هل السبب في ذلك هو عدم تلقي الأهل تربية جنسية عندما كانوا صغار!.
وأجابت قائلة: "طبعا لان كل القضية تتعلق بموضوع الحوار، أي الحوار عن شمولية الإنسان، لان على الأهل أن يبدءوا بتطوير الحوار بينهم وبين أولادهم من سن الصفر، عندها سترى بان البنت لن تخجل حين تأتي لأهلها وتقول لهم: أنا مثلا، جاءتني العادة الشهرية أو أي أمر آخر، كذلك الولد".
وتابعت قائلة: "لكن عندما لا يكون حوار ولا يكون آمان في العلاقة بين الطرفين، تكون هناك مشكلة. عندما لا يبني الأهل هذه العلاقة، فلا يأتي الولد أو البنت إلى الأهل، ولا يسألوهم أو يتحاوروا معهم في كل ما يتعلق بجنسيتهم، لأنهم سوف يلجئون للمجلات الرخيصة أو للأصدقاء أو للانترنت، في هذا الوقت نشعر بأننا نفقد أبنائنا، (وهناك كثير من الأمهات تقلن لي: بأننا لم نعد نعرف البنت، لم تعد تتحدث معي)، والجواب يكون لأنه ليس بإمكانك بناء حوار معها الآن، لأنها عندما كانت بحاجة إليك في مرحلة نموها من صفر لعشرة، لم تحاوريها، لكنك خفت عليها عندما جاءتها العادة الشهرية، لأنك شعرت بأنك ستفقدينها كونك تخافين عليها بسبب قضية الشرف. إن البنت بحاجة إليك عندما تكون صغيرة وهي فعلا بحاجة إليك وليس عندما تخافين عليها وتريدين حمايتها".
واستمرت في حديثها قائلة: "عمليا أهم شيء هو الحوار، يجب بناء الحوار والعلاقة بين الأهل والأولاد عندما يكونوا الأولاد صغار، لأنه لدى الأولاد أسئلة كثيرة طبيعية. إن الولد أو البنت بطبيعتهم يحاولون طرح الأسئلة بصورة غير مباشرة، خاصة عندما لا يتحدثون في البيت عن موضوع الجنس. إن القلق والخوف بأننا سنفقد نزاهة وطهارة أولادنا، خطا. هذه الأمور فقط في عقولنا نحن الكبار.
واستأنفت في حديثها قائلة: "لدى الولد نوع من الفضولية الطبيعية، إن الأطفال لدينا فضوليين جدا، فهم يريدون أن يعرفوا أمور كثيرة ونحن الكبار نخاف لان جنسيتنا غير سهلة، كذلك نحن نعاني من جراء ذلك، فقد عانينا من فترة صعبة غير منفتحة واليوم نعيش في مجتمع يختلف وعلينا الاستماع إلى أولادنا والإجابة على أسئلتهم كذلك. يجب أن يكون لدى كل عائلة كتب حسب الجيل والاحتياجات، مثل كتاب: "هذا ليس سر" وكتب أخرى عن التربية الجنسية، يجب أن نتداول مع الأولاد في هذا الموضوع وعلى الأهل اخذ دورهم في ذلك وتحضير أولادهم من خلال تربيتهم الجنسية لهم".
ألا يتنافى ذلك مع أمور الدين!
في هذا السياق قالت: "جميع الأنبياء تحدثوا عن حاجة التربية الجنسية، كذلك هناك آيات قرآنية في هذا الموضوع، حتى إن الله عندما خلق ادم وحوا خلقهم عراة، لكن على مر الأيام لبسنا ملابس".
وتابعت حديثها قائلة: "إن الطفل يأتي بشكل شمولي، لأنه لا يعقل أن يضع قضيبه في البيت ويأتي إلى المدرسة بدونه، كله جزء واحد والناحية الجنسية جزء لا يتجزأ من هذه الشمولية ومن شخصيته المتكاملة، فإذا أهملنا هذه الناحية من جنسية الولد، نكون قد سببنا إعاقة لعمر الولد كله، علينا إعطاءه حقه في جنسيته وفي اجتماعيته وحقه في تفكيره وآراءه، يجب إعطاءه الحق لتكوين هذه الشخصية".
وأضافت قائلة: "لقد قمنا بأول تربية أسرية قبل 20 سنة وكانت في أم الفحم، حيث سمح لنا عندها الشيخ رائد صلاح بذلك، لكنه طلب منا أن نطلق عليها اسم "التربية العائلية" وتحت هذا العنوان أدخلنا موضوع التربية الجنسية في أم الفحم قبل 20 سنة، اليوم في مداسنا في حيفا والشمال لدينا حوالي أل-250 مستشار وقد تطرقوا لهذه المواضيع، نحن نتطرق لهذا الموضوع من الصف السادس بدل من صف البستان، ذلك لكثرة المواضيع التي على مجتمعنا التحدث عنها، لذلك لا يأخذ هذا الموضوع حقه".
حول التسيب والانحلال الخلقي والتأثير السلبي
بخصوص ذلك قالت: "هذه معادلة تجمع نفسها، لماذا يوجد تسيب؟، لأنه لا يوجد إصغاء في البيت لاحتياجات الأولاد. الولد الذي يلقى إصغاء كامل لاحتياجاته في البيت ويكون حوار كامل بينه وبين أهله، فان باستطاعته التحدث مع أهله على كل شيء، فحين يتحدث الأهل عن تقاليدنا ومشاعرنا وحدودنا، كوننا مجتمع عربي شرقي، ذلك من خلال حوار ونقاش بناء بين الأم والبنت أو الولد وعن تخوفنا من الخطيئة أو الحمل. فعندها تكون التوعية صحيحة وإعطاء المعلومات صحيحة، أيضا معلومات بيولوجية عن عمل الأعضاء التناسلية، هذه المعلومات تفيد البنت لمعرفة جسمها كما تعرف أي عضو آخر في الجسم، كذلك تعرف كيف عليها التعامل مع هذه المعلومات وكيف تضع حدود لنفسها. لذلك علينا منحهم الثقة، فعندما تكون هناك ثقة متميزة بين الأهل والأولاد، لا يكون هناك تسيب".
هناك قيود اجتماعية يفرضها المجتمع الشرقي على الأهل، لكن لا يفهمها الأولاد
حول ذلك أجابت: "نعم إن نسبة عمليات الانتحار آخذة في التزايد، فقط خلال السنتين الأخيرتين انتحر حوالي أل-7 شباب وصبايا من المجتمع العربي، كذلك كان هناك أكثر من 200 محاولة انتحار والسبب هو احتياجات شخصية. إن مجتمعنا الإسرائيلي الذي نعيش فيه والمجتمع الشرقي الذي ننتمي إليه يخلق هذه البلبلة بين كوني اتبع لمجتمع له قيود وبين احتياجاتي الشخصية، هذا الأمر يسبب في ضياع أولادنا".
وتابعت قائلة: "لان هناك صراع وتناقض داخلي بيني وبين نفسي. من جهة يعلمونا جميع الأمور ويقولون لنا انه من حقنا أن نحب ونصاحب وفي مدارسنا يجلس الولد بجانب البنت، ليست كل علاقة بين ولد وبنت تثير الشك، لأنهم بحاجة للتعارف والصداقة كونهم مختلفين الواحد عن الأخرى، لذلك فهم يحبوا أن يتحدثوا ويتكلموا ويقفوا مع بعضهم وان يتحدثوا في التليفون. كذلك على الأهل أن يعرفوا انه ليس إذا تحدث ولد مع بنت فان هناك علاقة جنسية".
واستأنفت قائلة: "لحدوث العلاقة الجنسية يستغرق وقت وليس من البداية، هذا الأمر الذي نخاف منه. إنهم بحاجة ليجلسوا ويتحدثوا ويتحاوروا مع بعض ويجب أن تكون هناك متابعة، خاصة عندما نعطيهم الآليات علينا أن نثق بهم، لأنهم يعرفون ماذا عليهم أن يفعلوا، لان ضغط المجتمع الزائد واحتياجاتهم، تكون نتائجه غير مرغوب بها، لذلك يجب متابعتهم وإعطائهم الحرية".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق