الأربعاء، 27 يناير 2010

هل يقلل الختان من احتمال الإصابة بالأمراض؟


 

لم يمض الكثير من الوقت منذ أن أوصت منظمة الصحة العالمية الإفريقيين بختان أبنائهم كخطوة واقية من الإصابة بالإيدز، حتى طالعنا بحث جديد بما مفاده أن لا دلائل حول قدرة الختان (أكثر العمليات الجراحية انتشارا في العالم) على منع أو التقليل من احتمال الإصابة بالأمراض الجنسية أو سرطان القضيب، التهاب المسالك البولية أو حتى الإيدز.

وقد أشار البحث الذي تم نشره مؤخرا، إلى أن عملية الختان تحمل في طياتها عددا من المخاطر، منها النزيف الحاد، المس بالقدرة الجنسية المستقبلية لدى الطفل، وحتى من الممكن أن تؤدي إلى فقدان القضيب في حال تم إجراؤها لدى "مطهر" قليل الخبرة أو مهمل. كل ذلك في مقابل بعض المنافع البسيطة التي لم يتم إثبات فعاليتها حتى الآن، حسب ما جاء في البحث.

وقد لخص هذا البحث مجموعة من الأبحاث السابقة في الموضوع، ولم يصل الباحثون إلى استنتاج واضح حول نسبة أكبر من الخطورة للإصابة بسرطان القضيب لدى الرجال الذين لم يتم ختانهم. والحقيقة أن هذا المرض هو مرض نادر جدا وعلى ما يبدو فإن لا علاقة له بوجود أو عدم وجود القلفة (التي تتم إزالتها عند الختان).

أما بالنسبة لمرض التهاب المسالك البولية، فتبين أن أقل من 2% فقط من الذكور يصابون به فعلا. ولم يتوصل الباحثون إلى نتيجة واضحة بأن الختان يقلل فعلا من إمكانية الإصابة به. بينما أكد البحث بأن الختان يقلل بشكل ملحوظ من احتمالات الإصابة بمرض الإيدز بشكل خاص في مناطق جنوبي إفريقيا، ولم تثبت فعاليته ضد الإيدز في مناطق أخرى من العالم.

وفي حديث لأحد الأطباء القائمين على هذا البحث، قال إن للقلفة وظيفة مانعة لمخاطر الإصابة بالأمراض المختلفة. وبالإضافة لذلك فإنها تحافظ على نسبة من الرطوبة في القضيب وترفع من مستوى المتعة الجنسية لدى الرجل. ويقول إن التبرير العلمي الوحيد للقيام بالختان، هو علاج الحالات التي يعاني فيها الرجال من خلل في المبنى العضوي للقضيب.

ويضيف رئيس فريق الباحثين: " من يريد أن يقوم بالختان اعتقادا منه أن في ذلك أفضليات طبية، عليه أن يعرف أيضا أن ليس هنالك اتفاق مطلق حول فوائد هذا الإجراء، وأن فيه الكثير من المخاطر الجسدية والنفسية".

وكما أسلفنا، فإن هذا البحث ينقض نتائج عدد كبير من الأبحاث السابقة. حيث أوصت منظمة الصحة العالمية في العام 2007 الرجال غير المثليين جنسيا بالقيام بالختان، نظرا لأن هذا الإجراء يقلل من مخاطر الإصابة بالإيدز بنسبة قد تصل إلى 60%. وقد اعتمدت هذه التوصية على أبحاث سابقة تم إجراؤها في كل من كينيا، أوغندا وجنوب إفريقيا، والتي أشارت بوضوح إلى أن خطر الإصابة لدى الرجال الذين تم ختانهم أقل بكثير منه لدى غير المختونين.

وفي تحليل لنتائج الأبحاث السابقة، يبدو جليا أن عملية الختان كان من المفترض أن تمنع نحو مليوني حالة إصابة بالإيدز و 300 ألف حالة وفاة في العقود القريبة. وقد أكد الباحثون أن السبب وراء انخفاض مستوى الخطورة يكمن في مبنى القلفة، حيث تتكون الطبقة الداخلية منها من خلايا حساسة بشكل كبير لفيروس الإيدز، وعندما يكون الرجل مختونا فإن مساحة هذه الطبقة الداخلية تكون أصغر مما يقلل احتمال الإصابة.

في العام الماضي، نشرت نتائج بحث آخر أوضحت أن الختان لا يقلل من احتمالات الإصابة بالإيدز لدى الرجال المثليين جنسيا. إذا أن نسبة الإصابة بالإيدز لديهم وصلت إلى 3.5% سواء لدى من أجروا الختان أو من لم يجروه.

أما في البلاد فإن غالبة الأطفال يختنون. ولكن هذا ليس حكرا على البلاد، حيث أن ثلث رجال العالم يجرون الختان. وفي أغلب الحالات يكون الختان بناء على معتقدات دينية (الإسلام واليهودية) أو بناء على الاعتقاد السائد بأن الختان يقلل من احتمالات الإصابة بالأمراض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق