الأربعاء، 10 مارس 2010

انطباع الطفل عند مشاهدة مواقف جنسية

وهناك خطأ يرتكب ألا وهو الاعتقاد بأن التربية الجنسية

هي عبارة عن معلومات تُعطى دفعة واحدة وينتهي الأمر،

وذلك إنما يشير إلى رغبة الوالدين في الانتهاء من واجبه 

"المزعج" بأسرع وقت.



هل يعرف أطفالنا الجنس وهل يمارسونه في غفلة عن 


الوالدين؟

وهل ملامسة الطفل لأعضائه يعني بالنسبة له نوع من اللذة

الجنسية؟

يرى علماء النفس ان مشاعر اللذة التي تنتاب الطفل منذ

ولادته هي نوع من الارتياح والطمأنينة وتزداد هذه

اللذة في وقت خاص أثناء الرضاعة، وقد تتركز هذه اللذة

في مرحلة العمر من 1 - 5 سنوات إلا إنها تقل عند الفتيات

ويستمر هذا السلوك عند بعض الأطفال لفترة وجيره وقد


تختفي تماما مع تطور ونمو الطفل.

إلا أنه إذا تعامل الأهل بشكل عنيف وقمعي مع تصرفات

الأطفال البريئة التي نفهمها مخطئين بأنها تصرفات جنسية،

خاصة عندما يلهو الأطفال ببراءة مع رفقائهم بلعبة

الطبيب والمريض وامتطاء الآخر حصان وغيرها من الألعاب

قد ندفعهم إلي أن تكون هذه التصرفات دائمة غير صحية

لذا فالتعامل مع هذا الموضوع بتوتر وعصبية سيجعل

الطفل يتصرف تصرفات غير مرضية وشاذة، ومن المهم النظر

للموضوع على أنه طبيعي ومتوقع في جيل الطفولة وليس

نابع عن شذوذ أو ميول جنسي وإنما بسبب التطور والنمو

وحب الاستطلاع ومن هنا يجب أن يكون لدى الوالدين الوعي

بمساعدة الطفل من خلال استخدام وسائل بسيطة وقريبة

إلى عالم الأطفال مثل القصص لنصل بهم إلى القيم التربوية

التي نود أن نغرسها في سلوكه وأيضا الأنشطة البديلة

التي تشغله كالرياضة والنزهات لتوجيه طاقاتهم نحو
الأسلوب السليم.

وهذا لا يعني إهمال الأمر تماما وإنما يجب على الوالدين

مراقبة الطفل من بعيد دون أن يشعر بأنه تحت المراقبة

فنمنعه مثلا من اللعب في غرفة مغلقة أو أن يغيب عن

أعينهم مدة طويلة.

ومن ناحية أخرى يجب أن لا نجعل الطفل ينكشف على أمور

جنسيه تثير تساؤلاته واهتمامه مثل العلاقة الجنسية

بين الزوجين أو الجلوس في مجالس الكبار لاستماع أحاديث

عن الجنس، والعلاقات الحميمة عبر التلفزيون أو الانترنت .

أما إذا حدث وشاهد الطفل أي موقف جنسي من والديه أو

غيرهما سيكون له آثار شديدة من الناحية النفسية فمثل

هذه الأمور تؤدي إلى ارتباك نفسي لدي الطفل ودرجة

الارتباك تعتمد على عمر الطفل وعلى الوضع الجنسي الذي

وجد فيه أبويه - هل وجدهم في وضع فيه عنف أو وضع

فيه حب - وكذلك يعتمد على معاملة الأبوين للطفل عندما

يكتشفوا وجوده وهل الطفل عوقب أم لا، فالتأثير يكون

شديداً عندما يكون الطفل صغيراً أما الطفل الكبير فإنه

يستطيع توجيه الأسئلة وبالتالي التعبير عن نفسه وعلى

الوالدين أن يكونا متفهمين للموقف ويعاملا الطفل


بطريقة لطيفة ليس فيها عنف وعليهما بعد ذلك أن

يشجعا الطفل على إيضاح وجهة نظره والتعبير عن

أحاسيسه وأفكاره وعدم التهرب من الأسئلة مهما

كانت محرجة أو مُربكة، ومهما كان سن الطفل صغيرًا

أو كبيرًا، ومهما كانت دلالة السؤال أو فحواه؛ لأن

ذلك يشعر الأبناء أن ميدان الجنس ميدان مخيف وآثم،

فتتولد لديه مشاعر القلق والاضطراب والرفض، وهذا

ما يسميه البعض ب "الكبت"، وقد يتعدى الأمر

بالتأثير على نظرة الفتى الفتاة إلى الجنس الآخر.

وللكبت نتائج أخرى كثيرة منها تأجيج الفضول الجنسي

ليتحول الصغير إلى باحث عن الأمور الغامضة، يبحث

عن إجاباته في كل حديث، في كل مجلة، وعند الأقران

والخدم، وإذا واجهه الفشل في الوصول إلى إجابات

مقنعة يفقد الصغير ثقته في قدرته العقلية، وقد

يؤدي ذلك إلى تعطيل رغبة المعرفة لديه فيلجأ إلى

اللامبالاة المعرفية فيبدو كالمتخلف عقليًّا لأن هناك

عوامل انفعالية كبّلت قدراته العقلية، كما يفقد

الصغير ثقته بوالديه اللذين يفشلان في مواجهة

أسئلته العفوية، ويؤكد علماء النفس أن من توابع

الكبت .. الاضطراب السلوكي، فالاهتمام الزائد

والمفرط للأبناء بموضوع الجنس قد يؤدي إلى الشرود

والكذب والسرقة، بالإضافة إلى القلق والعدوان وفي

بعض الأحيان إلى عدم الانضباط المدرسي.

وهناك خطأ يرتكب ألا وهو الاعتقاد بأن التربية

الجنسية هي عبارة عن معلومات تُعطى دفعة واحدة

وينتهي الأمر، وذلك إنما يشير إلى رغبة الوالدين

في الانتهاء من واجبه "المزعج" بأسرع وقت، لكن يجب

إعطاء المعلومات على دفعات بأشكال متعددة كي

تترسّخ في ذهنه تدريجيًّا ويتم استيعابها وإدراكها بما

يواكب نمو عقله.

إن المناخ الحواري من أهم شروط التربية الجنسية

الصحيحة، فالتمرس على إقامة حوار هادئ مفعم

بالمحبة، يتم تناول موضوع الجنس من خلاله، كفيل

في مساعدة الأبناء للوصول إلى الفهم الصحيح لأبعاد

الجنس والوصول إلى نضج جنسي.

والمطلوب هو التجاوب مع أسئلة الابن أو الابنة في

حينها وعدم تأجيلها حتى لا تضيع منا فرصة ذهبية

للخوض في الموضوع، حيث يكون الابن متحمسًا ومتقبلاً

لما يقدّم له بأكبر قسط من الاستيعاب والرضي. ومساعدته

لتقبل فكرة ضرورة بقاء هذه اللذة في ضمن إطارها

الطبيعي أي تقديس العلاقة من خلال الزواج.

وبساطة الحوار القريب من الحقيقة يمثل ظاهرة صحية

تماما بأسلوب مبسط لنستدرجه إلى التفكير والتحليل

على ضوء ما يملكه من خبرة ومنطق وتقديم ما يحتاجه

من معلومات بصورة مبسطة مناسبة لاستيعابه الذهني

دون تطويل أو تعقيد ليكتشف أن فيما بعد لو استسقي

معلوماته من أي اتجاه أن هي نفس إجابات والديه

الصادقة إذن ليس هناك احتياج للمصادر الخارجية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق