الأربعاء، 17 مارس 2010

أحلام اليقظة والخيال الجنسي الخصب

يجب الابتعاد عن كل شيء من شأنه أن يفقد الإنسان

طهارته الفكرية والعقلية مثل المواقع الإباحية والقنوات

الجنسية وغيرها من المثيرات.


أحلام اليقظة هي تلك الأحلام التي يحلم بها الشخص وهو

في كامل وعيه وإدراكه، وهي عبارة عن استجابات

بديلة للاستجابات الواقعية، فإذا لم يجد الفرد

وسيلة لإشباع دوافعه في الواقع فإنه يحقق إشباعاً

جزئياً عن طريق التخيل وأحلام اليقظة وبذلك يخف

القلق والتوتر المرتبط بدوافعه، فالفقير يحلم

بالثراء، و الفاشل يتخيل أنه وصل إلى قمة المجد.

وجميع البشر على اختلاف جنسياتهم وألوانهم وأديانهم

يلجأون إلى أحلام اليقظة في أوقات كثيرة، ولكن

الأشخاص الأسوياء سرعان ما يعودون إلى الواقع،

لأن الاستغراق الشديد في هذه الأحلام يؤدي إلى درجة

استنفاذ جزء كبير من الطاقة النفسية، كذلك يؤدي

الإسراف فيها إلى العجز عن التمييز بين الواقع والخيال.

ولأحلام اليقظة أضرارها الكثيرة فهي قد تؤدي للنسيان

وتعطل التفكير السليم، وتدفع إلى حب العزله، إن

أحلام اليقظة فيها إشباع خاطئ للإنسان وكذلك فإنها

مضيعة للوقت، لهذا يجب مقاومة هذا النوع من الأحلام .

والكثير من الشباب والشابات يميلون إلى الدخول إلى

عالم آخر جميل رومانسي عن طريق أحلام اليقظة، حتى

أن بعضهم قد يصلون إلى النشوة الجنسية بشكل كما

لو كان فعلاً حقيقياً ملموساً، فالشاب قد يتخيل

أنه يمارس علاقة مع فتاة أعجبته ومع التفاعل قد

يحدث صوتاً كالتأوة أو حركات باليد، والعجيب

أنه قد لا يمارس العادة السرية في هذه اللحظة لأنه

يكتفي بالخيال، كذلك الفتاة أيضاً قد تعتاد على

هذه الأحلام حيث أنها من خلالها تفعل ما لا يمكنها

فعله في الواقع، والدافع وراء هذه الأحلام يكون

بسبب إما الهروب من الواقع كالمشاكل العائلية،

أو بسبب المشاهدات المثيرة، وقراءة الكتب الجنسية.

وتوجد أيضاً أحلام جنسية أثناء النوم، وهذه الأحلام

الجنسية مثلها مثل أحلام اليقظة الجنسية منتشرة

وشائعة بين الناس، حتى أن إحدى الإحصائيات أكدت أن

70% من النساء تقريباً و 100% من الرجال يحلمون

أحلاماً جنسية، والرسالة التي يعبر عنها محتوى الحلم

الجنسي في بعض الأحيان لا يهتم بها الكثيرون حتى وإن

تضمنت أشياء شاذة أو مستهجنة بالنسبة لهم.

وفي أحيان أخرى يضطرب منها البعض لأنهم يصورون

ما حدث أثناء الحلم المعترض عليه على أنه فعل

حقيقي يمارس، ولذلك فاضطراب الأحلام الجنسية يعد

حالياً من المفاتيح الهامة لدى أطباء الصحة

الجنسية للتشخيص والعلاج.

لكن ماذا يثير الخيال كي يتحرك ويخرج من كهفه السحري ؟

، من الممكن أن يكون المثير والمحفز كتاباً أو منظراً في

فيلم سينمائى أو خبرة مباشرة، ويظل الشخص يرجع

إليها المرة تلو المرة بعد أن يكون قد ارتاح إليها

كمثير ممتع وفعال، وتصبح بذلك قصة قديمة لها بصمة

تُسترجع من الذاكرة بين الحين والآخر، ويعتمد التأثير

على مدى الإثارة الجنسية الموجودة في المثير الذي

تحدثنا عنه سواء مشهد سينمائي أو حبكة أو وسامة

ممثل أو جمال ممثلة.

ولقد أخضع علماء النفس هذا السلوك غير السوي لفترة

طويلة للدراسة والبحث تحت مفهوم "التخيل المنحرف"

وقالوا عنه إنه إنحراف في الصحة النفسية، وأن

التخيلات غير الناضجة تمنع أية استجابات جنسية ناضجة

في المستقبل، وقد ذكر بعض علماء النفس نقطة أخطر

وهي أن هذه السلوكيات هي مقدمات لانحرافات جنسية

في المستقبل، وبذلك لا يقتصر دورها على منع نمو

الاستجابة الطبيعية بل أكثر من ذلك تسبب السلوك

المنحرف، وبشكل عام إن من يستسلم لهذا الإغراء من

الأحلام فإنه يكون كمدمن القمار الذي بدأه بلعبة

ثم انتهى به المطاف إلى الإدمان حتى فقد الاستمتاع.

لقد أعطى الله للإنسان نعمة الخيال، والشباب في انطلاقاتهم

يتمتعون بخيال خصب ولو استفاد الشاب من خياله لحقق

الكثير من النجاح.

إن الإنسان الناضج هو الذي يستطيع أن يستخدم خياله

ويستثمره في الأمور البناءة، وهو الذي يحول أي طاقة

لديه للبناء وليس للهدم، للإنجاز وليس للتخريب،

ولذلك فمن المفيد أن يتجنب الشباب المثيرات الجنسية

وذلك باتباع الآتي:-

1- الابتعاد عن كل شيء من شأنه أن يفقد الإنسان

طهارته الفكرية والعقلية مثل المواقع الإباحية

والقنوات الجنسية وغيرها من المثيرات.

2- رفض كل محاولة للتفكير في كل ما هو مثير جنسياً،

وكذلك الابتعاد عن كل خيال يفقد الإنسان طهارته

ونقائه.

3- لابد من شغل أي وقت للفراغ في عمل ما هو نافع

ومفيد وبناء مثل القراءة أو الرياضة أو المشي

وغيرها من الأنشطة البناءة التي ترتقي بالإنسان.

4- لابد من التيقن بأن الجنس شيء مقدس أوجده الله

في الإنسان لاستخدامه بطريقة صحيحة في الوقت المناسب .

5- من المهم أن ينظر الرجل للمرأة نظرة تقدير

واحترام، فالمرأة كائن عاقل مساوياً للرجل تماماً في

القدرات العقلية والذهنية ومن ثم فهي ليست وعاءاً

للجنس كما تصورها وسائل الإعلام أو كما يتصورها البعض.

6- من المهم الاقتداء بشباب عاشوا حياة العفة والطهارة

وقاوموا حياة العبث والاستهتار وناضلوا من أجل

أهداف سامية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق