الخميس، 6 مايو 2010

الفرق بين الرومانسية والحب الجنسي

الحياة الجنسية الزوجية ليست مقتصرة على الجماع، بل هي

تشمل كل المظاهر و الأفعال التي تعبر عن عمق العلاقة بين 

الزوجين  و تلاقي  العواطف  و القلوب و العيون و الرغبات في 

الانسجام



يخلط كثير من الأزواج بين الرومانسية والجنس، و يقعون بذلك


 في  خطأ كبير تنعكس  أثاره  على العلاقة  الزوجية  فتسبب 

تشويهاً للكثير من المفاهيم و تسيء إليها ، و ذلك لأن العلاقة

الزوجية وإن كانت تقوم أساساً على الحب والتعاطف و تلاقي

إرادتين حرتين لإنشاء الحياة الزوجية والإنجاب، فإن عقد الزواج

ليس ترنيمة خيالية ولا قصيدة شاعريةبل  هو  تشريع  حكيم 

وفيه حقوق وواجبات ومسؤوليات و فيه تكوين للأسرة و إغناء 

للمجتمع.

و مع أن الرومانسية و الممارسة الجنسية الزوجية على صلة


وثيقة،فإن كلاًمنهما مستقل عن الآخر،ولاينبغي ربط أحدهما

بالآخر دائماً و حتماً، فالرومانسية أسلوب حياة و طريقةتفكير

تتسم بالإبداع وعشق الجمال والقيم المثالية.

ولا يبتعد الحب الزوجي الراقي كثيراً عن هذه السمات ، حيث


أن الزواج هو التحقق الفعلي السامي للحب  بين  الرجل و 

المرأة، ولكن الزواج ليس ممارسة الجنس فحسب، و إن كان

الجنس يمثل جانباًكبيراً وهاماً منه ، و تبقى الحياة  الزوجية 

أوسع مدى   و واجبات و مسؤوليات و  مشاعر  من   مجرد 

الممارسة الجنسية.

وحتى الحياة الجنسية الزوجية ليست مقتصرة على الجماع،


بل هي تشمل كل المظاهر والأفعال التي تعبر  عن  عمق

العلاقة بين  الزوجين و تلاقي  العواطف و  القلوب و  العيون 

والرغبات في انسجام واتساق دون تصادم أو إلغاء للآخر أو

تجاهل له.

وهكذا فإن الحب الجنسي الزوجي الرومانسي هو حالة


دائمة لدى كل من الزوجين و ممارسة يومية سواء أكان

في هدف أحدهما أو كليهماممارسة الجنس أم لا ، فإذا 

كان هدف  الزوج  من  تصرف  رومانسي  معين  كتقديم

الزهور  أو  العطور  أو  هدية  أخرى  محببة  لزوجته  هو

ممارسةالجنس في ذلك اليوم، فإن تصرفه  هذا  لا  يكن

رومانسياً على الإطلاق،وهذا لا يعني  أبداً  عدم  التمهيد

للفعل الجنسي و تقديم ما يدل على  الحب  قبله ،  فإن

هذا  أمر  مطلوب  شرعاً و لكن لا  يجوز أن تقدم  المحبة 

و الهدايا  أو  الكلمات و الغزل ، كرشوة للزوجة لممارسة 

الجنس أو مقابل ممارسة الجنس.

ومما يجب على الأزواج أن يعرفوه بكل وضوح أن أَحب  ما 


تحبه  المرأة من زوجها  أن يعاملها  بحب و حنان و احترام

ويتودد إليها ويقدرها لذاتها في معزل عن أهوائه الجنسية

الوقتية ، فالرجل  الذي  لا يتودد  لزوجته  إلا  عندما  يريد

ممارسة الجنس معها يضيع أجمل ما في الحياة  الزوجية

الذي هو المودة والرحمة الدائمة ، ليجعلها لحظات  قليلة

خالية من الإخلاص و الحب و هي لا  تخدع  الزوجة  ذات 

الحس المرهف والذوق السليم  ،  بل  إن  تلك  المعاملة 

الوصولية  تسبب  لها   انزعاجاً  كبيراً  حيث  تشعر  بأنها 

تستغل بطريقة فجة فعلاً.

وعلى الزوج أن يقدم لزوجته الزهور التي تحبها أو الهدايا


التي تعجبها في أوقات مختلفة، ولا سيما في مناسبات

اجتماعية محببة لكليهما كالولادة مثلاً، وبعد العودة  من

السفر و في عيد ميلادها و الأعياد و نحو ذلك،  دون  أن 

يجعل من  ذلك  ما يشبه  الإيحاء  الشرطي  للممارسة 

الجنسية.

وعليه أن يجعل  من المودة والعطف عماد الحياة الزوجية


حالة دائمة  في معاملته لزوجته، و أن يحقق  مقتضياتها 

ومتطلباتها من الحب والحنان والعطف والمغازلة   الرقيقة

في كل الأوقات، ويأتي بعد ذلك التواصل الجنسي تعبيراً

رائعاً عن حالة الحب الدائمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق