الخميس، 27 مايو 2010

الجنس الافتراضي

منذ دخولنا عصر الأنترنت وحياة الناس تتطور  و تتبدل بشكل

مطّرد: حدثت ثورات في كل الميادين  و المجالات  المختلفة،

و لكن وب لا شك كانت  الثورة  الجنسية  هي  الأكبر  على 

الإطلاق، فأصبح،


مثلا، البحث عن شريك الحياة أمرا سهلا و ميسرا ، فأنت 


تحدد مواصفات نصفك الآخر كما تشاء: طوله، وزنه ، دينه،

لونه، لون شعره وعينيه، إثنيته،  هواياته،  ميولاته،  راتبه،

وبلده. وتختار كما تحب كأنك تتنزه في سوق ممتاز . وفي

بعض  المواقع  التي تدفع فيها ثمن الخدمة تجد  أشياء لا 

تخطر على البال.

وهناك أيضا مواقع «الشات» حيث تبحث عن أحد المتواجدين


في المنتدى وتأخذه على انفراد و تتجاذب  معه  الحديث، 

كما تشاء بحرية، خصوصا وأنك تستعمل اسما   مستعارا

فتقول في الجنس ما يخطر على بالك وتحدث به نفسك

.. وقد يتطور الأمر إلى ممارسة الجنس عبر «الويب كام»

!... وهذه الممارسة الفريدة تتم بالإثارة المتبادلة بالصوت 

والصورة، و تنتهي بعملية استمناء الذكر،  يرافقها  بشكل 

متواز، بلوغ ذروة  الأنثى .. . و لا ننسى  المواقع الإباحية 

التي تتيح للداخل متابعة أعجب  و أغرب أفلام  «البورنو».

. ويمكن للباحث  أن  يستعمل  في  محرك البحث كل ما 

يمكن أن يصل إليه خياله الجنسي، فيحصل على مبتغاه،

بلا صعوبة ولا لأي، وفي ثوان معدودة.

ولكن أغرب ما نزل من منتوج على «النت» هو ما عرض،


مؤخرا، في معرض يطلقون عليه « ملذات الرجال »  في 

مدينة لاس فيغاس الأمريكية، حيث اخترع أحد مهندسي

«النازا» -انتبهوا إلى ما  لكلمة  « النازا »  من  قل  وقوة

تسويقية-جهازا على شكل صاروخ في أحد طرفيه  فتحة

يدخل فيها العضو  التناسلي  للرجل ، و هو  مصنوع  في

داخله  من نفس المواد التي تصنع منها رضاعات الأطفال

الصناعية.

عندما  يبدأ الجهاز في العمل يُحدِث ارتجاجات  وارتفاعا


في الحرارة وزيادة  في  الرطوبة ،  حيث  يعطي  نفس

الإحساس الذي يحس به الرجل في مهبل امرأة طبيعي!!

وهذا الصاروخ  العجيب  موصول  من  طرفه  الآخر  برابط


USB  مع  الحاسوب  الذي  يربطك  عبر  الأنترنت  بفيلم

بورنوغرافي ويعطي الرجل نفس الإحساسات واللذة 

والمتعة التي يحس بها بطل الفيلم المعروض أمامه!...

ويصرح مخترع الجهاز والأكيد أنه قد جرب منتوجه على


نفسه أولا: «أنت تنظر إلى ممثل الفيلم والجهاز يرسل

إليك نفس الإحساس الذي يعيشه البطل أمامك كأنك

هناك»!...
وسيباع هذا الجهاز في منتصف هذا العام في العالم بأجمعه


عبر الأنترنت –أَوَلسنا في عصر العولمة- فشراؤه حتى في 

بلدنا سيكون ممكنا وثمنه لا يتجاوز 1500 درهم ويرسلونه

إلى بيتك أو مكتبك مع ضمان السرية وعدم كتابة أي شيء

على الطرد ليشير إلى ماهية المنتوج، بالإضافة إلى الاشتراك

في الخدمة في مواقع مخصصة لذلك بثمن لا يتعدى 10 

دراهم للدقيقة. وإذا تخيلنا أن طول الفيلم نصف ساعة فهذا

يعني 300 درهم لتجربة واحدة...

إن الناظر إلى هذه الاختراعات العجيبة التي أوحى بها عالم


الأنترنت يصاب بصدمة قوية، وهو يرى ما آلت إليه البشرية في

الجانب الجنسي من انحطاط وسقوط في فخ الأنانية والفردانية

وتقزيم الجنس الجميل الرائع، في لذة ومتعة جسدية محصورة

في أعضاء محدودة، في حين أن الجنس عالم فسيح ورحب

مملوء بالشاعرية والرومانسية والحب والغزَل، وهو، قبل كل 

هذا وذاك، علاقة بشرية إنسانية لكائنين مختلفين وروحين

متآلفين ونفسين متجاذبتين، وتتويج لعلاقة حب ومودة...

أما أن يصبح الرجل البالغ العاقل يمارس جنس المراهقين،


المنحصر في الاستمناء واللذة لا غير، فهذه هي العبودية 

والفقر والمسكنة الحقيقية... وليست لا حضارة ولا تقدما 

ولا تحررا...

ودعوني من «النازا» وما تلفظه من تُرَّهات وحقارات...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق