الاثنين، 23 نوفمبر 2009

علاقة التنفس بالجنس

رأي الطب في علاقة التنفس بالجنس




يتنفس الناس دون التفكير في عملية التنفس، ولكن "جاك جونستون" مؤلف كتاب "النشوة المضاعفة للرجل خطوة بخطوة" يقول إن علاقة وثيقة توجد بين عملية التنفس والجنس، فالتنفس العميق يساعد على شحن جهاز الإثارة كما أن أجسامنا تحتاج إلى المزيد من الأكسجين حين تشتد الإثارة، ويعدّ عدم التنفس الجيد سبباً أساسياً من أسباب خلود الرجال للنوم بعد ممارسة العلاقة الزوجية.

يشير الدكتور عادل المهدي، أستاذ علاج أمراض الذكورة والصحة الجنسية بجامعة القاهرة إلى أن ما يحدث أثناء الإثارة من سرعة في التنفس، وقلة في عمقه مع اللهاث يؤدي إلى سرعة القذف.

ويشير إلى "أن إبطاء اللهاث وتحويله إلى تنفس عميق يؤدي بدوره إلى تأخير الوصول إلى النشوة لدى الرجل ما يجعل العلاقة الزوجية أكثر متعة".

ويشير الدكتور المهدي إلى "أن النشوة والقذف يعتبران شيئين مختلفين تماماً حيث إن الأولى عبارة عن ردة فعل عاطفية للاستثارة وتتألف من موجات من الأحاسيس العاطفية والجسدية الممتعة، وتصحبها حركات عضلية غير إرادية، وعلى العكس من ذلك فإن عملية القذف هي ردة فعل للغدد تشمل شعوراً بتخطي حدود فسيولوجية من شأنه أن يحفّز سلسلة من التقلّصات التلقائية في غدة البروستاتا لقذف السائل المنوي، والعملية هذه تشبه العطس الذي لا يمكن للشخص إيقافه، ويبدو أن النشوة والقذف يحدثان بالتوالي، ولكن ذلك ليس أمراً حتمياً، ويستطيع الرجال الوصول إلى النشوة المضاعفة دون انتصاب أو قذف.

ويساعد الأسلوب الجديد على تغيير عملية التنفس بشكل مغاير لأسلوب الإثارة وردة الفعل التي تتمثل بالقذف ما يزيد ويكثف الاستمتاع بالعلاقة الزوجية، ولذا تزداد الأحاسيس السارة في كافة منطقة الحوض، وليس فقط في الأعضاء التناسلية.

وتشير الدكتورة هبة قطب، أستاذ الصحة الجنسية، إلى "أن الطريقة التي ينصح بها هي تلك التي تحدث الإثارة في جميع أنحاء الجسم ما يعود بالفائدة على الشخص فالكثير من الرجال يقومون بحبس أنفاسهم أو لا يقومون بالتنفس بعمق أو لا يركزون كثيراً على التنفس أثناء العملية الجنسية، بمعنى أن عملية التنفس أثناء ممارسة الجنس تكون غير منتظمة. هذا الأمر يؤدي إلى حرمان الجسم من الأكسجين الأمر الذي يؤدي إلى شعور الرجل بالنعاس".

وتؤكد أن أغلب الرجال يميلون إلى الاستلقاء والنوم بعد الانتهاء من ممارسة الجنس، ففي البداية يبدأ الشخص بشهيق أكثر عمقاً، ولكن تنفسه يصبح في ما بعد سريعاً وضحلاً، ويؤدى التنفس غير العميق إلى نقص شديد في الأكسجين ما يقلل من الحيوية، ويجعل الفرد يشعر بالنعاس بعد ممارسة الجنس لأن الهورمونات التي يفرزها الرجل أثناء شعوره بالنشوة الجنسية تلعب دوراً أساسياً في شعوره بالاسترخاء، كما أن الشعور بالراحة والهدوء بعد ممارسة العملية الجنسية تجعل الرجل يشعر برغبة شديدة بالخلود إلى النوم، وبجانب ذلك تتعدد أسباب شعور الرجال بالرغبة الشديدة في النوم بعد ممارسة الجنس.

السبب الأكثر احتمالاً هو أن يشعر الرجل بالتعب أصلاً، وممارسة الجنس تساعد الرجل على الاسترخاء والاستغراق في النوم، كذلك عملية القذف عند الرجل، وعملية تفريغ المني تجعل الرجل يشعر بالتعب.

التنفس أسلوب حياة

ومن جانبه يشير الدكتور صبحي أبو لوز، استشاري أمراض النساء والعقم بجامعة عين شمس إلى أنه "في الوقت الذي يبحث فيه كثيرون عن سبل جديدة للصحة وطول العمر، قد نغفل عن أهم نشاط يمكننا أن نقوم به من أجل أنفسنا، وهو التنفس، على الرغم من ارتباط التنفس الضحل بعدد هائل من الاضطرابات الجسدية والعاطفية والأمراض المستعصية، والغريب أن الخبراء يؤكدون أن أغلبية الناس يقضون حياتهم بأكملها دون العلم بأصول التنفس، فنحن وعن غير قصد نحرم أنفسنا من عنصر الطاقة الأكثر أهمية".

وعن أفضل التمرينات التي يمكن القيام بها قبل ممارسة العلاقة الزوجية، والحصول على المتعة للطرفين:

التمرين الأول:

إبحث عن مكان مناسب، إجلس أو استلق في وضع مريح ثم استسلم للهدوء. فكّر في ما تشعر به في تلك اللحظة في جسدك وعقلك، ضع يديك على بطنك واضغط بقوة، افتح فمك قدر المستطاع ودع فكك يسترخي ثم استنشق قدر ما تستطيع من الهواء، تنفس عبر فمك وحسب، ودع الهواء الذي تستنشقه حده الأقصى، حتى تشعر بأنك ما عدت قادراً على استنشاق ذرة هواء أخرى، لا تنتظر، بل ازفر هذا الهواء عبر تنهيدة طويلة وصامتة، ثم استنشق الهواء مجدداً كما فعلت في السابق.

في هذه الأثناء، ابتسم في مخيلتك، وفكّر في ما كانت خلاياك ستقوله لو أنها قادرة على الكلام (شكراً لك، كنا في أمس الحاجة إلى الأوكسجين)، حاول أن تستحسن ما تقوم به، تنفس خمس عشرة مرة من دون أن تتوقف بين الشهيق والزفير.

التمرين الثاني:

الاستلقاء على أحد الجانبين في الفراش وإغماض العينين والتركيز على حالة التنفس والحفاظ على أن يكون التنفس عميقاً (بقدر المستطاع) أو بطيئاً (بقدر المستطاع) سواء في الشهيق أو الزفير، وقد يكون من المفيد جداً أن نتخيل أحد الأماكن التي نحبها مع ثبات تلك الصورة دائماً مثل البحر، أو الحدائق، أو الجبال وغير ذلك.

ومن الآن يجب أن تعقد اتفاقاً مع نفسك بأن تأخذ ثلاثة أنفاس عميقة ومترابطة كلما شعرت بالتوتر وقت ممارسة العلاقة الزوجية.

لغة الجسد

وعلى الجانب الآخر يشير الدكتور شريف باشا فهمي، استشاري الصحة الجنسية بجامعة القاهرة إلى أنه بجانب تدريبات التنفس هناك مجموعة من التدريبات الجنسية التي ابتكرها العالمان "ماسترز" و"جونسون" وتعتمد هذه الطريقة على رفع الوعي بإحساسات الجسد عند طرفي العلاقة، وتتيح للأزواج التعرف على خريطة مناطق الإحساس في جسد الآخر، والقدرة على التنفس بعمق وقت الممارسة الحميمة، كما تتيح أيضاً تواصلاً أكثر حميمية ودفئاً، يمكّن كليكما من فهم لغة الآخر العاطفية والجسدية، ولا بد أن تسير التدريبات بالخطوات التالية مع تجنب أية مخالفة:

* ينبغي إعداد المكان والجو المناسبين للتدريبات، وهو ما يساعد على التركيز، وذلك بالحرص على إغلاق المكان، والحرص على توافر الوقت الكافي، والإضاءة الخافتة (أو أضواء الشموع) التي تساعد على التركيز وتقلل من حدة التوتر، تستمر التدريبات على مرحلتين لمدة أسبوعين، كل منها حوالي أسبوعين، وهي كالتالي:

* المرحلة الأولى من التدريبات، ويتم فيها عمل تدليك متبادل يتعرف كل من الزوجين على تفاصيل جسم الآخر، مع تجنّب المناطق الجنسية تماماً، ومع تجنّب محاولة إتمام عملية الاتصال الجنسي؛ لأن أي محاولة لفعل ذلك تعوق عملية العلاج، وتعيدنا إلى الدائرة المفرغة من جديد، وعلى الطرف المستقبل لعملية التدليك أن يقود المدلك ويوجهه لما يمتعه من طرق اللمس ومناطقه.

* المرحلة الثانية من العلاج، وفيها يتم عمل جلسات التدليك المتبادل مثل المرحلة الأولى، ولكن التدليك في هذه المرحلة يشمل المناطق الجنسية والثديين.

* المرحلة الثالثة، وفيها يتم التقاء الختانين (مع أو بدون إيلاج) وبغض النظر عن حالة الانتصاب، على أن تكون الزوجة هي المتحكمة في الموقف.

وبانتهاء هذه المراحل سيصبح الزوجان أكثر قدرة على التواصل معاً، ولن تكون هناك مشكلة في إتمام الممارسة الجنسية والحصول على المتعة.

وتعتمد فكرة هذه الطريقة العلاجية على التركيز على الاستمتاع بأحاسيس اللمس، مع صرف الذهن عن التفكير في أي أمر آخر، والتركيز على اللحظة الحالية بما فيها من متعة وصرف الذهن عن التفكير في الماضي بما يثيره من كآبة، وعن المستقبل بما يشوبه من قلق، وكل طرف في هذه العلاقة مسؤول عن نفسه؛ فليطلب ما يمتعه، ويطلب من الآخر تجنّب ما يضايقه أو يؤلمه.

وتصلح هذه الطريقة أيضاً لعلاج ضعف الرغبة عند المرأة، ورغم أنها طريقة علاجية إلا أنه من الممكن استخدامها أيضاً كنوع من التجديد بين الزوجين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق