الثلاثاء، 26 يناير 2010

نظرة المجتمع للمطلقة وصمة عار تلاحقها



 



وصمة العار هي واحدة من الأشياء العديدة التي تواجه المرأة المطلقة في مجتمعنا العربي، فهل أصبحت المرأة المطلقة بالفعل وصمة عار يهرب منها المجتمع ومن طلاقها دون أن ينظر لها بعين الشفقة؟ والحب على حالها الذي تبدل من الاستقرار والسكينة إلى مستقبل مجهول لا تعرف عنه شيء؟ فلماذا يعامل المجتمع المرأة المطلقة على أنها امرأة فاشلة في إقامة حياة مشتركة، سواء كانت هي الجاني أم المجني عليها، وفي أغلب الأحوال هي المتهم الأول في فشل العلاقة .

فالمرأة المطلقة تواجه مشكلات عدة خاصة وإن كان معها أطفالاً، فهي تمثل عبئاً كبيراً على أهلها وعرضة لنظرة المجتمع السيئة التي لا ترحم ولا تشفق عليها مهما كانت ظروفها والسطور القادمة نبين لكم النظرة القاسية التي تتعرض لها المرأة المطلقة .

نظرة المجتمع ومعاييره القاسية

المجتمع ينظر للمرأة المطلقة نظرة قاسية فيها الكثير من العتاب واللوم وقسوة المعاملة وقلة احترامها مما يجعلها أكثر عرضه للذئاب البشرية بحكم فقد عذريتها وتسترها بكلمة مطلقة، وضعاف النفوس والدين من المطلقات هن اللاتي يقبلن بهذه العروض، وأسباب تخلي المطلقة عن آداب الخلق وعادات المجتمع وأحكام الدين بسبب تعرضها لكثرة الضغوط النفسية من الأهل أو المجتمع المختلطة فيه .

وعدم تقبل المجتمع لهذه الحالة " المطلقة " وسد كل باب قد يساعدها للخروج من الضغوط النفسية مما يجعلها تشعر بالذنب والفشل العاطفي وخيبة الأمل والإحباط والخوف من تكرار التجربة " الزواج " فالمرأة لا تلجأ إلى الطلاق إلا بعد أن تصل ذروة اليأس والفشل والألم ، بعد حياة كانت مليئة بالظلم أو الشعور بالوحدة وفقد الحنان والحب .

ويفرض المجتمع على المرأة المطلقة شروطاً قاسية عليها أن تخضع لها حتى تستطيع البقاء في هذا المجتمع فخياراتها في الحياة محدودة ومنها :

أولاً : أن تظل المطلقة حبيسة الوحدة تعيش حياتها بعيداً عن دفء المشاعر والعواطف، تخوض وحدها الحياة سواء في مواجهة احتياجاتها الشخصية أو تربية أولادها، من دون إنسان يساندها ويؤنس وحدتها، أو يد تربت على كتفها، أو جسد يحتضنها أو لقاء حميمي يقيها برودة لا نهائية، فإذا شعرت بالاحتياج العاطفي أو الجنسي فعليها أن تتحلى بالصبر وتتجاهل احتياجها وتتسامى برغباتها، وان لم تستطع يكون مصيرها المرض النفسي، أو تذهب هي ورغبتها إلى الجحيم، إضافة إلى تحمل نظرة المجتمع المريبة لها، فهي دائماً تحت المجهر، سلوكها جاهز للتفسير على المحمل السيئ، لأنها أصبحت بلا رقيب أو حسيب، ولم تعد في عصمة رجل يحميها ويقوّم سلوكها، وفقدت عذريتها التي كان المجتمع يكتشف بها انحرافها.

ثانياً : أن تكرر المطلقة تجربة الزواج استجابة لحقها شرعا وقانوناً، وبحثاً عن إشباع مشروع لحاجاتها العاطفية والجنسية وكسر الوحدة المؤلمة ، فمن حق المطلقة أن تتزوج ، ونظرياً لديها فرصة مساوية للفتاة العذراء طالما هي مستوفية للشروط الأخلاقية والتعليمية والاجتماعية المطلوبة من قبل الرجل ، لكن الواقع يثبت عكس ذلك ، فالمطلقة تواجه حظاً عاثرا في الزواج مرة أخرى، خصوصا كزوجة أولى لرجل أو شاب لم يسبق له الزواج ، فتضطر غالباً إلى القبول بالزواج من عجوز أو أرمل أو مطلق لديه أولاد أو تكون زوجة ثانية أو رابعة تحت شعار " ظل رجل ولا ظل حيطة " وحتى تعف نفسها عن الحرام ، أو تتخلص من وصمة " المطلقة " ، أو تهرب من الضغوط المجتمعية والأسرية عليها إذا أرادت أن تعيش بمفردها.

ثالثاً : هذا الخيار قد تلجأ إليه بعض المطلقات اللواتي لا يقدرن على الوحدة وآلامها، خصوصاً بعد أن تعودن الحياة مع رجل، وفي الوقت نفسه يرفضن الزواج بشروط غير مُرضية لهن، أو يمتنعن عن إعادة تجربة كانت مريرة لهن، أو ربما لم تواتهن الفرصة أصلاً لزواج أخر، فيفضلن بدائل مشوهة وحلولاُ منقوصة تمارس غالبا في الظل ، تحقق لهن إشباعاً مؤقتا لكنه يجعلهن دائماً على حافة الخطر والنبذ الاجتماعي والديني إذا اكتشف أمرهن ، فالبعض يلجأ إلى استئجار شقة منفصلة تمارس فيها المطلقة رغباتها في علاقة متحررة من أي قيد لتفريغ شهوة مكبوتة وغريزة إذا استعرت لا تعرف القيود أو التقاليد ولا تخضع لأي مرجعيات ، أو تمارس الجنس البديل مثل الاستمناء أو الجنسية المثلية أو الجنس الشفوي في الهاتف أو على الانترنت كبدائل تعتبرها آمنة نسبياً ، فكلها حلول مبتسرة بدرجات متفاوتة ، تمت تحت ضغط الاحتياج النفسي والبيولوجي والاجتماعي من دون اختيار حقيقي يضمن درجة عادلة من الأمن والراحة والتحقق ، ويعتمد على قدرة المطلقة على الرفض من دون دفع فواتير اجتماعية ونفسية باهظة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق